قبل إنتهاء الموسم الدراسي الثانوي يتوجه معظم التلاميذ للبحث عن فرص الدراسة في الخارج للمغاربة لسنة 2022.
حيث كشف تقرير أن عدد الطلاب المغاربة المتواجدين في مختلف بلدان العالم للدراسة في الخارج برسم الموسم الجامعي 2018-2019، يقدر بأزيد من 60 ألف طالب. وهو عدد كبير مقارنة بالعدد الإجمالي للطلاب في الجامعات المغربية، والذي بلغ في نفس بداية الموسم الجامعي 960741 طالبًا في التعليم العالي العام والخاص.
فلماذا تتزايد وتيرة الدراسة في الخارج للمغاربة ؟ و ما الأسباب التي تدفع الطلبة المغاربة للبحث عن فرص القبول في الجامعات الأجنبية؟
أهمية الدراسة في الخارج للمغاربة 2022
كملاحظة أولية، لا يمكن أن تكون مغادرة أزيد من 60 ألف طالب المغرب من أجل الدراسة في الخارج عبطية. ولكنه بالأساس قرار مبني على رغبة الطالب المغربي في الانتقال من مستواه الحالي إلى مستوى أفضل. فتجربة الدراسة في الخارج للمغاربة من أكثر التجارب التي تعود عليهم بالفائدة حيث يكتشفون فيها ذواتهم لأول مرة.
خلال هذه المقالة سنلقي الضوء على أهمية الدراسة في الخارج للمغاربة عبر نقاط محددة.
9 أسباب تشجع الدراسة في الخارج للمغاربة
1- اكتساب خبرة في الحياة
تعد الدراسة في الخارج مهمة بسبب الخبرة الحياتية التي يكتسبها الطالب نتيجة لذلك. فالمرحلة العمرية التي يكون فيها تلك الفترة هي المرحلة التي تصقل فيها شخصيته.
سواء إختار الطالب تعلم اللغة في دولة أجنبية أو دراسة تخصص جامعي بالخارج. فإن العيش في بلد آخر كطالب يعني أنه سيعود إلى المغرب بعد تجربة أشياء جديدة والتعرف على أشخاص جدد. واكتساب منظور عالمي أوسع لمواضيع كثيرة أثناء سعيه لتحقيق النجاح الدراسي.
إن الخروج من منطقة الراحة بالعيش في بلد أجنبي يمنح الطالب الثقة لمواصلة النمو والبحث عن فرص جديدة ومختلفة حتى بعد عودته. كما أنه يدفع به أيضا لاكتشاف شغف جديد، وذلك للإمكانيات الكثيرة المتوفرة في الجامعات العالمية و اتصاله بطلبة من مختلف الجنسيات يحمل كل واحد منهم شغفا مميزا!
أثناء الدراسة في الخارج، يتعلم الطالب عادات ومهارات لم يكن ليكتسبها بطريقة أخرى. بدأ بالاعتماد على النفس في المهام اليومية إلى أشياء أكبر.
وهذه العادات والمهارات ستستمر في التأثير على الطالب إلى ما بعد انتهاء دراسته الدولية، حيث تصبح جزء منه.
لذلك نلاحظ أن الطلبة الذين امتلكوا فرصة الدراسة في الخارج، غالبا ما يعودون بروح أكثر انضباطا وإنتاجية، متأثرين بالدولة التي درسوا فيها.
2- عيش ثقافة مختلفة
واحدة من أكبر مزايا الدراسة في الخارج للعديد من الطلاب الدوليين هي فرصة الانغماس في ثقافة مختلفة تماما.
بحيث تمكنهم هذه المرحلة المثرية من رؤية وتجربة أشياء لا يتوقعونها، ومقابلة أشخاص نشأوا في هذه الثقافة المختلفة.
على عكس الإجازة القصيرة، عندما يدرس الطالب في الخارج، تصبح لديه فرصة أكبر لمعرفة شكل الحياة في بلد آخر.
سيتعلم من الحديث مع طلبة آخرين أو حتى الحوارات التي يجريها أثناء التسوق لشراء البقالة، أو السؤال عن الاتجاهات أو المشي في الأحياء المزيد عن هذه الدولة الاجنبية وسكانها، أكثر مما يمكن لأي كتاب مدرسي أو دليل إرشادي تعليمه إياه.
العيش كمحلي هو أحد أفضل الطرق لفهم الثقافة الأجنبية!
3- خوض تحديات جديدة
كما أشرنا أن السبب الأول الذي يدفع الطالب المغربي للبحث عن فرص الدراسة في الخارج هو الخروج من منطقة الراحة، إلا أن هذا السبب كفيل لرفع سقف التحدي على الطالب.
لأن الدراسة بالخارج ليست بالضرورة سهلة! فهناك تحديات فريدة تأتي مع السفر إلى الخارج. بدأ باللغة الجديدة والثقافة المختلفة و أيضا الممارسات الدينية التي تعد التحدي الأهم لدى الطلبة المغاربة في الخارج.
فالعديد من الطلبة الذين يختارون الدراسة في دولة أجنبية يغادرون منازلهم لأول مرة. عندما يصلون إلى البلد المضيف الجديد، فإنهم يفتنون بالمنظورات الثقافية الجديدة، مما يجعل هذا السبب الثالث يؤثر أيضا على عائلة الطالب و خوفهم عليه.
قد تكون لدى الطالب وأهله بعض المخاوف قبل مغادرة الوطن، و هذا طبيعي تماما. ولذلك يوفر مركز توجيه المواكبة الكاملة للطلبة.
4- الحصول على تعليم عالي الجودة
بغض النظر عن التحديات التي يواجهها الطلبة المغاربة يظل الحصول على أعلى جودة ممكنة من التعليم هو السبب الأبرز في الرغبة بالدراسة في الخارج.
فالتعليم الدولي يوسع نطاق تخصصات الدراسة للمغاربة في الخارج بشكل كبير. خصوصا للذين يطمحون لإكمال شهاداتهم الجامعية في تخصصات دراسية متطورة أو نادرة، تتطلب وجود مختبرات ومؤهلات عالية الجودة غير متوفرة في جامعات البلد.
لذلك يكون التركيز الأول على اختيار التخصص الدراسي المناسب للطالب، ثم البحث عن أفضل الجامعات العالمية التي تدرس هذا التخصص. و يظل الاختيار مفتوحا أمام الطالب ليأخذ أيضا باعتبار تكاليف الدراسة في الخارج، و شروط القبول في الجامعات الدولية.
يعمد بعض الطلبة المغاربة إلى الاختيار تبعا للبعد الجغرافي للبلد و اللغة الخاصة به. وبالنظر إلى أن المغرب بلد ناطق بالفرنسية، فإن أحد الخيارات الأكثر طلبا من قبل التلاميذ المغاربة هو الدراسة في فرنسا. أما من ناحية القرب الجغرافي فيظل خيار الدراسة في اسبانيا للمغاربة متاحا.
غير أنه في السنوات الأخيرة ازداد الاهتمام بالدراسة في الصين بسبب المنح الدراسية المتوفرة للمغاربة. وأيضا توجه الطلبة للدراسة في تركيا كونها بلد مسلم يشعرهم بالانتماء بسهولة، بالإضافة إلى وجود أفضل الجامعات العالمية بتركيا. وغيرها من البلدان التي فتحت جامعاتها للأجانب.
5- إتقان اللغات الأجنبية
يعد هذا نتيجة بديهية للدراسة في الخارج للمغاربة. و لكن البعض من الطلبة يعمد الترشح للجامعات الدولية بهدف دراسة اللغة كونها أسهل طريقة للسفر إلى الخارج. وهذا ما تحدثنا عنه في موضوع الدراسة في اسبانيا للمغاربة حيث يعمد معظمهم للحصول على تأشيرة السفر بسرعة.
فوجود الطالب ببلد أجنبي يتيح له الفرصة لتعلم لغة جديدة. سيدرس ويتحدث ويكتب ويتم تقييم درجاته بلغة البلد أو اللغة الإنجليزية التي تُدرِّس بها الجامعات الأجنبية بعض برامجها.
إلى جانب استخدام اللغة أثناء الدراسة، يتعين على الطالب استخدامها أثناء ممارسة حياته اليومية مما يجعل إتقانه لها جيدا جدا.
إن القدرة على استخدام لغة أخرى، خاصة تلك المستخدمة على نطاق واسع مثل اللغة الإنجليزية، يمكن أن تفتح فرصا جديدة في حياة الطالب المهنية وفي حياته الشخصية.
العيش في بلد يتحدث لغة مختلفة من أفضل الطرق لتطوير قدرات الطلبة!
6- توفر الفرص الوظيفية
السبب الرئيسي لرغبة الطلبة في الدراسة بالخارج هو الحصول على شهادة تعليمية عالية تمنحهم فرصة تحسين آفاق التوجيه المهني الخاص بهم. حيث تساعد الدراسة في الخارج المغاربة على تعلمهم لغات جديدة، وتجربة ثقافات أخرى والتغلب على تحديات العيش في بلد آخر إلى جانب اكتساب فهم أكبر لما يحتاجه السوق العالمي من مهارات.
هذه كلها أشياء تبحث عنها الشركات العالمية عند التوظيف، وستصبح هذه السمات أكثر أهمية في المستقبل. فقد تم مثلا إعلان مهارة الذكاء العاطفي في المنتدى العالمي الاقتصادي سنة 2018 على أنها المهارة المستقبلية الأولى المطلوبة لدى الشركات والمقاولات.
ففي عالم يتطور بسرعة، يقدر أصحاب العمل بشكل متزايد الخريجين ذوي الخبرة والتعليم الدوليين لمعرفتهم أن الجامعات الدولية تواكب التطور الحاصل في العالم.
دون إغفال أن العديد من الطلاب يقررون البحث عن عمل في بلد الدراسة، إذا كان مجال تخصصهم غير متوفر في الوطن.
7- الاستقلال الذاتي
غالبا ما تكون فترة الالتحاق بالجامعة هي أول خطوة يصبح فيها التلميذ مستقلا عن والديه وعائلته. خصوصا عندما يقرر الدراسة في جامعة دولية ببلد آخر!
لن يملك فرصة السؤال عن كل صغيرة و كبيرة يواجهها وسيكون مضطرا لمواجهة تحديات الهجرة بشكل يجعله مستقلا فكريا و مشاعريا.
إلى جانب أن البعض يبحث أيضا عن فرص العمل المتاحة للطلاب، بحيث يتمكنون من اكتساب استقلالية مادية ولو جزئية.
8- فرصة السفر الدولي
بالإضافة إلى تعرف الطالب على ثقافة البلد الذي سيدرس فيه، سيتمكن أيضا من السفر إلى البلدان الأخرى المجاورة. على سبيل المثال، إذا قرر الدراسة في اسبانيا، يمكنه بسهولة السفر إلى أوروبا و زيارة الأماكن الرائعة فيها.
وبالتالي، فإن الدراسة في الخارج للمغاربة هي فرصة فريدة لرؤية العالم، حيث يعتبر السفر لوحده تجربة تعليمية مجزية للغاية.
9- توفر المنح الدراسية
تعتبر المنح الدراسية للجامعات الدولية حافزا وسببا مهما يشجع الطلبة المغاربة على الاهتمام بالدراسة في الخارج.
خصوصا أن هذه المنح مختلفة و متنوعة، وقد يحصل الطالب على منحة كاملة إذا استوفى شروط القبول للمنح الدراسية.
مما يسهل على الطلبة وأيضا عائلاتهم التركيز على جودة التعليم الذي سيستفيد منه، بدل التركيز على توفير تكاليف الدراسة الجامعية التي قد تكون باهظة.
في الغالب تكون وجهة الدراسة في الخارج للمغاربة، الأكثر شيوعا هي دول أوروبا لاشتهار جامعاتها بمميزات تجذبهم. والتي قد لا يجدها الكثير منهم في جامعات المغرب فيفضل أن يتجه إلى إحدى هذه الدول.
لكن يظل السبب الصحيح لاختيار أي وجهة دراسية هو اختيار التخصص الدراسي المناسب، الذي سيكمل فيه هؤلاء الطلبة توجههم المهني.